شهدت الجزائر لحوالي عشر سنوات صراعاً مريراً بين الطبقة الحاكمة وبعض الجماعات، وانتهى الصراع بمصالحة وطنية مزعومة. لكن الشيء الوحيد الذي تغير في الجزائر بعد ذلك الصراع الذي أتى على الأخضر واليابس، هو شكل النظام فقط، فكانوا يستبدلون رئيساً برئيس، مع العلم أن الحكم الفعلي في الجزائر ليس بيد الرئاسة، بل بيد جنرالات الأمن والجيش. وعلى الرغم من كل ما حصل في الجزائر، لم يحصد الجزائريون التغيير المنشود، فلا الوضع الاقتصادي تحسن، ولا القبضة العسكرية والأمنية تراخت. وفي آخر مرة زار فيها الرئيس الفرنسي الجزائر، خرج الكثير من الجزائريين يطالبونه بإعطائهم تأشيرات دخول إلى فرنسا.
ولو حصل التغيير في سورية على الطريقة الجزائرية، فهذه كارثة بكل المقاييس، فلا قيمة لأي تغيير، إذا ظلت الدولة العميقة على حالها. فالغيير الحقيقي يجب أن يحدث في إعادة هيكلة واستبدال العقيدة الأمنية والعسكرية بأخرى جديدة تماماً. وإلا فإن تغيير الرؤوس وترك المنظومة الأمنية والعسكرية على حالها سيكون أشبه بدهان البيت "الخربان" بلون جديد من الخارج وتركه كما هو من الداخل.
ولو حصل التغيير في سورية على الطريقة الجزائرية، فهذه كارثة بكل المقاييس، فلا قيمة لأي تغيير، إذا ظلت الدولة العميقة على حالها. فالغيير الحقيقي يجب أن يحدث في إعادة هيكلة واستبدال العقيدة الأمنية والعسكرية بأخرى جديدة تماماً. وإلا فإن تغيير الرؤوس وترك المنظومة الأمنية والعسكرية على حالها سيكون أشبه بدهان البيت "الخربان" بلون جديد من الخارج وتركه كما هو من الداخل.